الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استيقظوا.. قبل فوات الأوان

استيقظوا.. قبل فوات الأوان

استيقظوا.. قبل فوات الأوان

هذا المقال يستهدف كل من يرغب ان يتبصر بالخطر القادم وعدم دفن رأسه بالرمال!!
في الأول من آب حسب التقويم اليهودي في كل عام يتوجه بعض المتدينون اليهود الى جنوب الأردن وتحديداً إلى البتراء، ليس بهدف السياحة والاستجمام، وإنما للقيام برحلة سيرا على الأقدام لما يُعتبر في معتقدهم حجاً دينياً، وزيارة قبر (اهرون كهان) الذي يقع على أحد قممها المطلّة على المدينة الأثرية بارتفاع 1353 متر عن سطح البحر.

مقام النبي هارون عبارة عن مسجد صغير بناه المماليك، يقوم اليهود ـ بزعم من معتقداتهم الدينية ـ بالصلاة فيه وتلاوة ترانيم توراتية، ومن على قمة الجبل يشخصون بأبصارهم الى ما بعد جنوب الأردن لتتجاوز العمق السعودي وصولاً إلى خرائب يهود بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير في يثرب (المدينة المنورة) التي ما زالوا يحلمون بأحقيتهم بملكية آثار أجدادهم.

من وجهة نظر اليهود وفقا لرواية الكتاب المقدس أن من أنشأ البتراء هم سلالة النبي "نابوت" الابن الأكبر للنبي إسماعيل، وأنها بُنيت في مملكة أدوم، قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، على يد (عيسو) شقيق يعقوب التوأم الذي أصبح اسمه (إسرائيل)، كما يعتقدون أن اسم البتراء القديم (سالع) هو كلمة عبرية معناها (صخرة)، وهم يعتقدون ان الله خاطب سيدنا موسى في جبالها، وفي مكان ما منها يوجد أهم وأثمن سر في تاريخهم، وهو (تابوت العهد) الذي يحتوي على الوصايا العشر التي أعطاها الله لسيدنا موسى، وبعض ما ترك موسى، بالإضافة إلى عصا أخيه هارون الذي يرقد جسده على قمة احد جبالها.

في البتراء ايضاً عيون الماء المقدسة (عيون موسى) التي تفجرت بعدما ضرب نبي الله موسى الصخر كي يسقي قبائل اليهود الاثنى عشر الذين تاهوا في الصحراء أربعين عاما.

كتابهم المقدس لم يذكر اسم البتراء الأردنية بشكل صريح، لكن حاخامات اليهود يعتمدون على أحداث تاريخية وأدلة ظرفية في النبوءات والنصوص الدينية تشير إلى أن أرض الأردن دون غيرها ستكون موقع المعاناة الأخيرة قبل قيام الساعة في آخر الزمان، حيث سيهرب اليهود من أرض اليهودية (القدس) سائرين على الأقدام عبر سلسلة الجبال الواقعة إلى غرب البحر الميت باتجاه الجنوب حيث المدينة المحصنة (البتراء) كمدينة اللجوء التي سيحتمون فيها قبل أن يأتي المسيح الدجال بجيوشه الشيطانية من كافة الجهات باستثناء الشرق حيث الأردن.

ومن أجل إثبات أحقية اليهود للمناطق التاريخية والأثرية الأردنية بخاصة مناطق الجنوب تتعرض هذه الأماكن لحملة تهويد منظمة من السياح اليهود الذين يزورونها بالعبث بها وإتلافها بالمحو والتحريف، وتزويرها بإضافة كتابات جديدة، ودفن قطع أثرية يهودية مزيفة فيها، وسرقة الموجود منها، وعملية شراء أراضي منظمة بأسماء شركاء أجانب.

اليوم يتزامن طرح قانون إقليم البتراء على مجلس النواب بصفة الاستعجال وبدورة استثنائية مع تصوير فلم أمريكي مثير للجدل يزعم أحقية اليهود في البتراء؛ مما أثار غضب الأردنيين ورفضهم أن يتضمن مشروع القانون الجديد لسلطة إقليم البتراء السماح بتملك الأجانب أراض فيه؛ لخطورة ذلك في فتح المجال أمام اليهود للتسلل إلى أهم كنز تراثي تحويه الأراضي الأردنية.

كلنا نعي أن الأردن لم يكن يوما بعيدا عن مخططات الإستيطان اليهودي، لاعتقادهم أن أراضيه كانت في مرحلة تاريخية قديمة تحت سيطرتهم، وهم يزعمون في تاريخهم المزور أنهم ملكوا شرقي الأردن قبل أن يملكوا فلسطين.

ويخشى الأردنيون أنه بعد أن سلب العدو الصهيوني فلسطين وتاريخها الكنعاني بات أمراً واقعاً أن يتمدد في مشروعه التوسعي الاستيطاني باتجاه الشرق وجنوب الأردن بما فيه البتراء، وسرقة تاريخ العرب الأنباط من منطلق ادعائه أن البتراء تاريخياً ما هي إلا إرث يهودي!
ــــــــــــــــــــــــــ
د. عصام الغزاوي.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة