الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مؤتمر: المنهج النّبوي في تعزيز القيم‎

مؤتمر: المنهج النّبوي في تعزيز القيم‎

مؤتمر: المنهج النّبوي في تعزيز القيم‎

بتنظيم من جمعيّة الحديث الشّريف وإحياء التّراث الأردنيّة، بالتّعاون مع جامعة العلوم التّطبيقيّة الخاصّة، عُقد المؤتمر القِيَميّ الدّولي الأوّل بعنوان: "المنهج النّبوي في تعزيز القِيَم"، وذلك بمدينة عمّان عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة في الفترة (13-15 محرّم 1437هـ / الموافق 27-29 أكتوبر 2015م).

وقد ناقش المؤتمر -الذي استمر ثلاثة أيام- عددًا من المحاور الهامّة، وهي: المنهج النّبوي في تعزيز القِيَم الإيمانيّة والأخلاقيّة والسّلوكيّة والمهاريّة، وسُبُل تفعيلها في الواقع المُعاصر، بالإضافة إلى تطبيق القِيَم وتعزيزها في وسائل التّكنولوجيا الحديثة، وفي تجارب المؤسّسات والمراكز.

أهمية المؤتمر

تُعدُّ القِيَم طريق نهضة الأمم التي تحقّق أفضل حياةٍ للإنسان، ويُعدُّ ترسيخها في واقع المجتمعات البشريّة؛ الوسيلةَ الأمثل لتكوين الجيل الصّالح، وصياغة الشّخصيّة الإيجابيّة المؤثّرة، وفي الوقت الذي شقَت فيه الأمم طريق نهضتها المعاصرة؛ فإن الأمة الإسلاميّة تتلمّس الأسباب لشقّ طريقها نحو هذه النّهضة، ويتّفق عقلاء الأمّة ومفكروها على أن ضعف القِيَم لدى الأفراد والجماعات؛ وفقدانها في الواقع العمليّ، يعدّ أهمّ سببٍ في وجود الأزمات وحصول التّحديات التي تواجه الأمّة في استعادة نهضتها المفقودة.

وإذا كانت أمّتنا في الوقت الحاضر تبحث عن علاجٍ لأمراضها، وتفتّش عن السبيل المؤدي لنهضتها، فإنّ السّنّة بكنوزها، والسّيرة النبوية بأحداثها، قادرة على تحقيق ذلك كلّه؛ لذا جاءت فكرة تنظيم مؤتمرٍ يُناقش فيه منهج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ترسيخ القيم الفاضلة وتعزيزها، والاستفادة من ذلك في تفعيل هذه القِيَم في حياة النّاس وغرسها في سلوكهم وفي معاملاتهم.

أهداف المُؤتمر

كان هدف منظّمي المؤتمر تحقيق الأهداف التّالية:

1- التّأصيل لمفهوم القِيَم في السّنة النّبويّة.
2- الكشف عن منهج النّبي صلّى الله عليه وسلّم في تعزيز القِيَم وتوظيفها وإبراز تكاملها وشُمُولها.
3- التّأكيد على الدّور الحضاري والرّيادي للقِيَم الإسلاميّة.
4- بيانُ حاجة الأمّة لتعزيز القيم وتفعيلها من أجل حلّ مُشكلاتها المُعاصرة.
5- رفد القائمين على التّربية والتّوجيه والإرشاد بنماذجَ وأساليب وطرق عمليّة؛ لتعزيز القيم في الواقع المعاصر.

محاور المُؤتمر

دارت أبحاث المؤتمر حول خمسة محاور، جاءت مواضيعها وَفق التالي:

المحور الأوّل: المنهج النّبوي في تعزيز القِيَم الإيمانيّة وسُبُل تفعيلها في الواقع المعاصر.
المحور الثاني: المنهج النّبوي في تعزيز القيم الأخلاقية وسُبُل تفعيلها في الواقع المعاصر.
المحور الثالث: المنهج النّبوي في تعزيز القيم السلوكيّة وسُبُل تفعيلها في الواقع المعاصر.
المحور الرّابع: المنهج النّبوي في تعزيز القيم المهاريّة وسُبُل تفعيلها في الواقع المعاصر.
المحور الخامس: تطبيق القِيَم وتعزيزها في وسائل التّكنولوجيا الحديثة وفي تجارب المؤسّسات والمراكز.

الإطار العلميّ للبحوث المقدّمة للمؤتمر:

أولاً: اعتماد التّعريف الآتي للقيم:
القيم الإسلاميّة: هي المفاهيم الكلّية الإيجابيّة الباعثة على إيجاد شعورٍ أو مبدأ أو سُلُوك أو مهارةٍ نابعةٍ من الشّريعة الإسلاميّة.

ثانياً: القِيَم من حيث أثرها أربعة أنواع:
1- قِيَمٌ إيمانيّة مثل: التّقوى، والالتزام، والإخلاص، والمراقبة، وتعظيم الله.
2- قِيَمٌ خلقيّة مثل: الصّدق، والرّحمة، والحياء، والصّبر، والعفّة، والحِلم.
3- قِيَمٌ سلوكيّة مثل: العطاء، والأمانة، والتّسامح، والبر، والتّواضع، والكرم.
4- قِيَمٌ مهاريّة مثل: التّعلم، والتّواصل، والقيادة، والتّفكر، والانضباط.

ثالثاً: مجالات تعزيز القيم وتفعيلها:
يرتبط الإنسان بعلاقات متنوّعة تحتاج إلى قِيَمٍ متعدّدة، وهذه القِيم يلزمها التّفعيل والتّعزيز لتحقيق حياة مستقرّة، وبناء مجتمعٍ سليمٍ، وإيجاد أمّة قويّة متحضّرة. وهذه العلاقات هي علاقة الإنسان مع ربّه، ومع دينه، ومع أسرته النّواة، وعائلته الممتدّة، ومجتمعه، وأمّته، ومع البيئة بمكوّناتها المختلفة، والنُّظم التي تضبط الحياة نحو النظام: الاقتصادي، والسياسي، والوظيفي، والمروري وغيرها، وعلاقته مع الآخر من غير المسلمين، ومع العالم بدوله وثقافاته وحضاراته، ومع الكون بكل مكوّناته.

التّوصيات

أوصى المُؤتمِرُون في ختام مؤتمرهم بالتّوصيات التّالية:

1- توحيد جهود المؤسّسات العاملة في حقل تطوير القِيَم.
2- الاهتمام بالمُعلّم واختياره ضمن معايير محددة؛ حتى يحتلّ المكانة المرموقة في المجتمع، وتوفير المناخ التّربوي المناسب لغرس القِيَم.
3- تبنّي منظومة قِيَميّة مُنبثقة من عقيدة الأمة، وسُنّة نبيّها صلى الله عليه وسلم، واستحداث مساقات خاصّة في موضوع القِيَم.
4- التّأكيد على أهميّة المؤتمرات العلميّة والمُلتقيات التّخصّصية في المجال القِيَمي، والتّوصية بالاستمرار على إقامتها.
5- كتابة المزيد من الأبحاث والدّراسات العلميّة في الحديث الشّريف والسّيرة النّبويّة، التي تُسهم في تحليل وتحديد الوسائل والآليّات المستنبطة من المنهج النّبويّ.
6- التّأكيد على أهميّة الانتقال من المجال النّظري إلى المجال التّطبيقي، من خلال المشاريع القِيَميّة التّطبيقيّة المبنيّة على قاعدة معرفيّة علميّة.
7- تفعيلُ دور الوقف لدعم البرامج والمناهج التي تعزّز القِيَم لدى النّشء، والاهتمام بالتّجارب والخبرات العمليّة التّطبيقيّة العالميّة في المجال القيمي.
8- إنشاء رابطة للمهتمّين بدراسة مشاريع القِيَم ورعايتها ودعمها، ووضع قاعدة بيانات لجميع المؤسّسات والمراكز البحثيّة المهتمّة بالقِيَم في جميع أنحاء العالم.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة