![]() ![]() وقفات مع الاستفهام بالهمزة في الحديث النَّبويّ2017-11-12 11:56:28| الشبكة الإسلاميةالاستفهام في اللُّغة: استفهمه، سأل أن يُفهمه، وقد استفهمني الشَّيء فأفهمته تفهيمًا، فهو طلب الفَهْم، وأمَّا في الاصطلاح: فقد عرَّفه العلماء تعريفات متقاربة، وهو لا يخرج عن معناه اللُّغوي، وهو طلب الفهم؛ ولذا يمكن أنْ نقول: إنَّ الاستفهام هو أسلوب لُغويّ يُطلب به الفهم. ومن مميزات أسلوب الاستفهام أنَّ له الصَّدارة في الكلام، أي أنَّ الكلمة تقع في صدر الجملة، فلا يتقدَّم عليها ركن من أركانها، ولا هو من تمامها، ولا يشترط أن تقع في أوّل الكلام، لكن لا بدّ أن تقع في أوّل الجملة، سواء أكانت في أوّل الكلام أم في وسطه. وإنَّما كانت لأدوات الاستفهام الصَّدارة في الكلام، لأجل أنَّها تفيد الكلام معنى الاستفهام، كما هو حال أدوات النَّفي وغيرها. والاستفهام أسلوب غنيٌّ بالأدوات، يمكنه من خلالها الاستفهام عن الأحوال والأشياء جميعها. وحينما درس بعض اللُّغويِّين أسلوب الاستفهام في الأحاديث الصَّحيحة، وجدوا أنَّه قد وَرَدَ بأدواته المختلفة في الأحاديث المرفوعة في صحيح البخاريّ في سبعة وخمسين ومئتي موضع، وكانت لهم وقفات مع الاستفهام بالهمزة تحديدًا، فلِمَ يا تُرى قد اهتموا بالهمزة، وأوْلوها عناية خاصَّة؟ تُعدُّ (الهمزة) أمَّ باب الاستفهام، فهي الأداة الأصليّة الَّتي يُحمل عليها الاستفهام، إذ إنَّ بقيّة أدوات الاستفهام قد تضمَّنت معناها فحُملت عليها، وقد ورد الاستفهام بالهمزة في الأحاديث المرفوعة في (صحيح البخاريّ) في أربعة وتسعين موضعًا، وكانت على النَّحو التَّالي: أوَّلًا: الهمزة مع الفعل الماضي، مع الفاعل (اسم ظاهر، أو ضمير متَّصل): ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أَصَلَّى النَّاسُ؟)، (أَصدقَ ذو اليدين؟)، (أَشعرتَ أنَّ اللهَ أخْبَتَ الكافر؟)، (أَسرقتَ؟). ثانيًا: الهمزة مع الفعل المضارع، مع فاعل (اسم ظاهر أو ضمير متَّصل): ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أيحبُّ أحدُكم أنْ تُؤتى مشربته فتُكْسر؟)، (أيسرُّكم أنّكم أطعتم الله ورسولَه؟)، (أتدرون ما يقول؟). ثالثًا: الهمزة مع حرف العطف، مع الفعل الماضي: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أو فَعَلْتَ؟)، (أفنلتَ مِنْ أُمِّه؟). رابعًا: الهمزة مع حرف العطف مع الفعل المضارع: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أفتدرون أيَّ شهر هذا؟)، (أو تُحبين ذلك؟). خامسًا: الهمزة مع المفعول به مع فعل ماضٍ: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (آلبرَّ أردْنَ بهما؟)، (أكُلَّ ولدِك نَحَلْتَ هذا؟). سادسًا: الهمزة مع (لم) مع الفعل المضارع: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (ألم أُرسلْ إليك رسولًا؟)، (ألم تري أنَّ قومكِ لمَّا بَنَوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم؟). سابعًا: الهمزة مع الفعل الماضي النَّاقص: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لا أدري أكان فيمَنْ صُعِق فأفاق قبلي؟). ثامنًا: الهمزة مع (لم) مع فعل مضارع ناقص: ومِن أمثلتها في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (ألم تكن طافت معكنّ؟). تاسعًا: حذف الهمزة: علمنا ممَّا سبق أنَّ (الهمزة) أُمُّ الباب، وأنَّها تختصّ بصفات لا تشترك معها أدوات الاستفهام الأُخرى، ومن هذه الصِّفات صفة الحذف؛ أي أنَّنا إذا وجدنا سياقًا يدلُّ على الاستفهام خاليًا من الأداة، فلا نُقدِّر لهذا السِّياق أداة استفهام غير الهمزة، ولكن سيبويه لا يُجيز حذفها إلا في ضرورة الشِّعر، واشترط بعض البصريِّين أنَّها لا تُحذف إلا إذا دلَّ عليها دليلٌ مثل (أم) المعادلة، أو اعتمادًا على (التَّنغيم) كما يذهب بعض المُحْدَثين. وقد ورد سياق الاستفهام محذوفًا منه الأداة في سبعة عشر موضعًا في صحيح البخاري لم توجد فيها دليل على الاستفهام مثل (أم) المعادلة، وإنَّما السِّياق هو الّذي حدَّد كون هذا الأسلوب استفهامًا، حيث ورد على النَّحو التَّالي: 1- الفعل الماضي: ومِن أمثلته في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (نامَ الغُلَيِّم؟). 2- الفعل المضارع: ومن أمثلته: (تشهدُ أنِّي رسولُ الله؟) (تعلم مَن تناجي منذ ثلاث؟). وبالله التّوفيق. 1431 هـ©Islamweb.netجميع حقوق النشر محفوظة
|